الوضع المظلم
السبت ٢١ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تفشي "وباء الكوليرا" في مناطق عدة من سوريا.. و"ليفانت" كانت السباقة في لفت الانتباه لانتشار المرض

  • منظمة الصحة العالمية: تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة
تفشي
تفشي الكوليرا في مناطق عدة من سوريا والهيئات الصحية تحذر/ مواقع التواصل

قال ممثل الأمم المتحدة في سوريا إن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق سورية يمثل "تهديداً خطيراً للناس داخل البلاد والمنطقة"، داعياً إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره.

ويعتقد أن تفشي المرض مرتبط بريّ المحاصيل باستخدام المياه الملوثة والأشخاص الذين يشربون المياه غير الآمنة من نهر الفرات الذي يقسم سوريا من الشمال إلى الشرق، حسبما قال عمران رضا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في بيان له بعد تفشي المرض في مناطق عدة من سوريا، حسب ما نقلته رويترز.

وتفيد معلومات أن التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية الوطنية للمياه بعد أكثر من عقد من الحرب يعني أن الكثير من السكان السوريين يعتمدون على مصادر المياه غير الآمنة.

اقرأ المزيد: بسبب تلوث المياه.. تفشي "الكوليرا" في حلب ودير الزور

مناشدات دولية

وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لإقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة سجلت ثماني وفيات بسبب المرض، منذ 25 أغسطس/ آب، ستة في حلب بالشمال واثنتان في دير الزور شرق البلاد.

وأضاف أن "هذا هو أول تفشٍّ مؤكد للكوليرا في السنوات الأخيرة.. الانتشار الجغرافي يثير القلق ولذا علينا التحرك بسرعة".

ويتركز الوباء في حلب، حيث تم تسجيل أكثر من 70٪ من إجمالي الـ 936 حالة مشتبه بها، ودير الزور حيث تم تسجيل أكثر من 20٪.

وسجل عدد أقل من الحالات المشتبه فيها في الرقة والحسكة وحماة واللاذقية.

ويبلغ عدد حالات الكوليرا المؤكدة 20 حالة في حلب وأربع حالات في اللاذقية وحالتين في دمشق.

وقبل تفشي الكوليرا مؤخراً، تسببت أزمة المياه في زيادة أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية في المنطقة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقال برينان إن منظمة الصحة العالمية تناشد المانحين زيادة التمويل لأن المنظمة تتعامل بالفعل مع عدد من حالات تفشي الكوليرا في المنطقة بما في ذلك في باكستان حيث أدت الفيضانات إلى تفاقم تفشي المرض الموجود مسبقاً.

وناشد الدول قائلاً: "نحن بحاجة إلى توسيع نطاق قدرات المراقبة والاختبار.. وبذل الجهود لنقل المياه النظيفة بالشاحنات إلى المجتمعات الأكثر تضرراً".

مصادر خاصة وسباقة لـ "ليفانت"

وفي تقرير سابق لـ"ليفانت"، أشرنا إلى رفض النظام الاعتراف بوجود المرض، في المادة المنشورة بتاريخ 7 سبتمبر/ أيلول تحت عنوان "تفشي الكوليرا في مناطق عدة من سوريا.. والنظام يرفض الاعتراف بوجود المرض".

وفي حينها صرحت مصادر خاصة مطلعة لـ "ليفانت" أن "النظام لن يعترف بوجود حالات كوليرا، وخاصة الحالات في الجزء المسيطر عليه في المنطقة الشرقية، حيث أضيفت اليوم 3 حالات إيجابية للكوليرا بالزرع الجرثومي في مناطق الكسرة بريف دير الزور شرق سوريا".

الكرة بملعب المنظمات الدولية

بالمقابل، إن الحكومتين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، الحكومة المؤقتة والإدارة الذاتية، أعلنتا عن المرض، ووضعتا الكرة بمعلب المنظمات الدولية للتدخل وتطويق تفشي الوباء، حيث حذرت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، التابعة للمعارضة السورية، من خطر تفشي وباء الكوليرا في شمال غرب سوريا.

وقالت في بيان لها: "خلال الأيام القليلة الماضية تم تداول معلومات عن وفاة شخصين بسبب الإسهال الحاد في مناطق شمال شرق سوريا الواقعة خارج المناطق المحررة. ومن خلال عملية الترصد الوبائي تبين وقوع العديد من حالات الإسهال الحاد الشديدة في المنطقة. وبعد إجراء الفحص المخبري تم إثبات الكوليرا كعامل مسبب لأولى الحالات فيما ما تزال الحالات المشتبهة الأخرى بحاجة للتحقق".

بيان وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة 

وعلى الطرف الثاني من شرق الفرات، أفاد مسؤول صحي في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا، بأن الإصابات بمرض الكوليرا في الرقة، ودير الزور؛ ناتجة عن تلوُّث مياه الشرب.

وأضاف المسؤول الصحي، بأنه من المسببات أيضاً، تراجع منسوب نهر الفرات، لمستويات قياسية وصفها بـ "الكارثية"، نتيجة حبس تركيا لمياه النهر وتحوُّلِه لما يشبه المستنقعات، ما أدى لتلوّث مياه الشرب.

وقال جوان مصطفى، الرئيس المشارك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية، في تصريح لموقع الإدارة الذاتية، أن "حالات الإصابة التي سُجّلت في الريف الغربي لدير الزور، ناتجة عن شرب المياه الملوّثة".

ودعت "الإدارة الذاتية" كافة المُنظّمات الدوليّة، وعلى رأسها منظّمة الصحة العالمية، لتقديم الدّعم اللازم لاحتواء المرض.

اقرأ أيضاً: "الإدارة الذاتية": إصابات الكوليرا ناتجة عن شرب المياه الملوَّثة

وكان سلم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أربعة آلاف اختبار تشخيصي سريع لدعم عمل فرق الاستجابة السريعة المنتشرة للتحقيق في الحالات المشتبه فيها، كما أوصل السوائل الوريدية وأملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم إلى المرافق الصحية حيث يتم قبول المرضى المؤكدين.

كما تبنت الهيئات الصحية في مناطق شمال وغربي سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة سلسلة من الإجراءات، من أجل التعامل مع أي حالة قد تسجل في الأيام المقبلة. وكذلك الأمر بالنسبة لـ"الهلال الأحمر الكردي"، حيث قال الدكتور حسن أمين، "أخذنا جميع إجراءاتنا وبدأت فرقنا الصحية بإعطاء محاضرات توعية وإرشادات، كمرحلة أولى وأساسية من العلاج".

وعلى الطرف الآخر، استخفت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري بالمرض، بإصدار بيان كل 48 ساعة كما وعدت، واعتبر أحد أطبائها في مدينة حلب، أن الأوبئة والأمراض تأتي إلى سوريا من الخارج، مضيفاً، سبق أن دخلت الكوليرا بلادنا في الثمانينيات عبر "الحجاج" العابرين من بنغلادش وأفغانستان وتركيا، ليختفي في عام 1989.

ليفانت – خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!